على أعتاب تموز
خطىً معلّقة على حافةِ القيظ،
تتنفّسُ وهجَ النخيلِ المتكسّر،
كأنّها تهربُ من خديعةِ البدء.
وجهُ الشمسِ مشروخٌ
كمرآةٍ مهجورةٍ في الحقول،
تنهشُه الذاكرةُ بنارٍ كامنة.
العصافيرُ صامتة،
تلوكُ الريبةَ في مناقير مرتجفة،
النوافذُ تُغمضُ ارتباكَ الضوء.
الطرقاتُ تنسلخُ من صبرها،
تجرُّ أقدامَ العابرين
كأنّها تقتصّ من أوزارٍ منسيّة.
على أعتابِ تموز،
ينكمشُ الزمنُ في كفّ الانتظار،
الأحلامُ
تُبدّل جلدَها بقميصٍ من سراب.
لا أحدَ يروي عن الماء،
كلُّ القصص
تنبضُ برمادٍ بلا أجوبة.
ثمّة فصولٌ عالقة،
ثمّة صمتٌ
ينبتُ في شقوقِ القصيدة.
تحتَ رمادِ الحروف،
ينهضُ طيفٌ بلا ملامح،
يحدّقُ في الفراغ،
كأنّه يترقّبُ
هفوةً من الزمن…
لينجو.
ماري العميري
شكرا لكرم مروركم