ارتجاف البداية
في عمق السكون،
خطٌّ في فلك الإدراك،
وكنتُ… أنا.
انبثاقُ التكوينِ في صُلبِ الغياهبِ علامة،
نزحتُ من علوٍّ لا يُدركهُ إلّا بمثل عالمه إحاطة.
السُّكنى في وطنِ الحضور،
حضنُ التجلّي،
كاستيطانِ الرُّوح بوهجِ جِلبابِ الدّورانِ هيئة.
ارتجافُ المعنى كلّما شدّه النّطق في المدد.
وحقيقةُ الانكفاء،
كمجرةٍ يلتقطُها قطبُ الاحتراق،
لتولدَ من فكرةٍ تتلوّى برحمٍ أودعني فيها وإن لم يُؤذَن بالانفراج.
شهقةٌ في حنجرةِ الفقد،
أرتقي سُلّمَ النداء كـدعاءِ اليُتم بالاحتواء.
واتساعُ حشودِ الموتى،
كلٌّ يبحثُ عن مأوى بين خرابِ الأنفس،
يزاحمُ سمعَهُ لذلك الصّوت،
كمصيدةٍ للجواب.
في خاصرةِ السُّؤال،
يُملي فمُ الإيجادِ لغةً يُعيدُ تكوينَها، هلا أبصرته؟
أم غشاوةُ الخوفِ بالإنكار؟
هو الإغلاقُ في دوّارِ البدءِ،
أغلفها برقٌ رقراق،
مهابةُ الارتياب.
يصحو على نزفِ الغرق حتى حافّة الهاوية،
والصمتُ لونُ الحكاية،
كدهشةِ الوقت،
يباغته ليُسدل شاهدةَ البوح… علنًا.
إن يلفظْ الشهقةَ باسمه،
متواريًا بقلبِ التّساؤل،
يخونه النُّطق،
ولا أثرَ على صفحةِ التّذكار،
بل احتمالٌ لم يُعلَن عنه،
ولا يعرف نفسه.
لعلَّ السِّرَّ أن أكون وجهًا في مرايا لا تُبصرُ أنيني،
أو صمتًا يبكي دون همس،
وصدىً لصدىً يعودُ إليّ … ومنّي.
تعلّمتُ فنَّ الانصهار،
ولا خطيئةَ تنحتُ لمعولها وجهي،
هو الشوقُ في معناه،
والتشظّي يُعيدني إليك طوعًا.
أيّهما أنا؟ لا يهمّ.
أخلع اسمي وأتوارى من حدس الدلالةِ… أثرًا.
أقراني بلا سبب،
قبل أن أفنى،
وتبقى أنت. وأعود بلا أنا.
سلام السيد
شكرا لكرم مروركم