(الى روح مظفر النواب في ذكرى رحيله الثالثة)
قم يا مظفر
واستنفر الاهل النيام
القوم جميعم نزلوا التلاع
تهيبا
ما أحد غير بني القطاع
فوق الربى ..وعلى التلال
قم يا مظفر
واستل حرفك من غمده
هيا امتشق سيف الحروف مجددا
فالسيل قد بلغ الزبى
والردة العمياء
أضحت مذهبا
ووجهة نظر
بل أعلى الرؤى
قد أصبح الخذلان فينا شريعة
وعقيدة قدسية
والخائن المذموم أضحى سيدا
امظفر
من ذا يذود عن العروبة والحمى؟
من يسترد القدس
من تحت أظلاف العدى؟
من يطعم الجرحى المجوعين
وجحافل البؤساء المشردين
ويقيهم مر الردى
من ذا يؤبن القتلى
وكل اهلينا هناك شهادة وفداء
من ذا يكفكف دمع طفل
فارق للتو أسرته
إذ سقف بيتهم عليهم
تحت الصواريخ هوى
من ذا يعزّي شيخا
من علقم النكبات قد ارتوى
من ذا يهدئ لوعة ام
بين يديها صبي قد ذوى
امظفر
بلغ السيل الزبى
المجرم الوغد الوضيع
سفاح الطفولة والشيوخ والنساء
غدا صديقا بل ظهيرا
وحليفا
ملك الارضَ اللقيطُ
وله الأمر استوى..
أمظفر
أصبح الخذلان رأيا
وغدا جلباب عار
به بتزينون ويفخرون.... ويُرتدى
قم يا أخي
أيقظ ضميرا قد غفا
أشرع سيوفا للحروف مجددا
على الرداءة والبذاءة
إنّ سيلهما طغى
إستنهض القوم النيام
قم زلزل مضاجعهم
وأزل أكفان ذلتهم
قم يا مظفر
إن السيل قد بلغ الزبى.
محمد الهادي الحفصاوي-تونس
(بقلمي)🇹🇳
شكرا لكرم مروركم